ما هي التقنية وراء ميزة حماية بروتوكول الإنترنت من جوجل؟
جوجل 24 أكتوبر 2023: عناوين بروتوكول الإنترنت (IP) هي مجموعة من الأرقام التي تحدد موقع جهاز معين على شبكة الإنترنت. وهي تلعب دورًا مهمًا في تسهيل عملية التواصل والتبادل بين الأجهزة المختلفة. ومع ذلك، فإن عناوين IP لها أيضًا جانب سلبي، وهو أنها تسمح للجهات الأخرى بتتبع نشاطات المستخدمين على الإنترنت وإنشاء ملفات تعريف شخصية لهم. وهذا يشكل خطرًا على خصوصية المستخدمين وأمان بياناتهم.
ولحماية خصوصية المستخدمين، تعتزم شركة جوجل اختبار ميزة جديدة لمتصفح كروم، تسمى (حماية بروتوكول الإنترنت) IP Protection. وهذه الميزة تهدف إلى إخفاء عناوين IP الخاصة بالمستخدمين من بعض المواقع والخدمات التي تقوم بالتتبع السري، باستخدام خوادم وكيلة (بروكسي) تابعة لجوجل. وبهذه الطريقة، يمكن للمستخدمين تجنب التعرض للإعلانات المستهدفة أو المحتوى غير المرغوب فيه أو التلاعب بالأسعار أو غير ذلك من الممارسات غير الأخلاقية.
ولكن كيف تعمل هذه الميزة؟ حسب شرح جوجل، فإن الميزة تقوم بتحديد قائمة من النطاقات التي تشتبه في أنها تقوم بالتتبع السري باستخدام عناوين IP، وتقوم بإعادة توجيه حركة المرور الآتية من هذه النطاقات عبر خوادم وكيلة خاصة. وبذلك، يظهر لهذه النطاقات عنوان IP مزيف يخفي هوية المستخدم الحقيقية. وبالتالي، يصعب على هذه النطاقات ربط نشاط المستخدم بجهاز محدد أو مكان معين.
ولضمان سلاسة عمل هذه الميزة، تقوم جوجل بإجراء اختبارات متعددة للبنية التحتية والأداء والأثر. وفي المرحلة الأولى من هذه الاختبارات، ستقتصر الميزة على نطاقات جوجل نفسها، وستشمل فقط المستخدمين الذين سجّلوا دخولهم إلى كروم والذين لديهم عناوين IP في الولايات المتحدة. وسيتم اختيار مجموعة عشوائية من هؤلاء المستخدمين للمشاركة في الاختبار. وفي المراحل اللاحقة، ستوسع جوجل نطاق الميزة لتشمل نطاقات أخرى ومستخدمين من مناطق مختلفة.
ومن المتوقع أن تبدأ جوجل في اختبار هذه الميزة في الإصدارات القادمة من كروم، بين الإصدار 119 و225. وتأمل جوجل أن تساهم هذه الميزة في تحسين خصوصية المستخدمين وحماية بياناتهم من التجسس والاستغلال. ولكن هل ستكون هذه الميزة كافية لضمان خصوصية المستخدمين؟ أم أنها ستواجه مشاكل أمنية أو تقنية أو قانونية؟ هذا ما سنعرفه في المستقبل القريب.
ميزة حماية IP من جوجل: مبادرة جديدة وجريئة أم خطوة غير مدروسة ومثيرة للجدل؟
وفي تقرير نشرته صحيفة The Guardian، قال خبراء في مجال الأمن الرقمي إن ميزة حماية بروتوكول الإنترنت من جوجل قد تكون فعالة في منع التتبع السري من قبل بعض المواقع، ولكنها لا تحمي المستخدمين من التجسس من قبل جوجل نفسها أو الحكومات أو الجهات المخولة بالقانون. وأضافوا أن هذه الميزة قد تؤدي إلى خلق انطباع خاطئ لدى المستخدمين بأنهم آمنون تمامًا على الإنترنت، في حين أنهم لا يزالون عرضة للخطر من جهات أخرى.
وفي مقالة نشرتها مجلة Wired2، قال باحثون في مجال الذكاء الاصطناعي إن ميزة حماية بروتوكول الإنترنت من جوجل قد تستخدم تقنية تسمى (التعلم العميق) Deep Learning لتحديد النطاقات التي تقوم بالتتبع السري باستخدام عناوين IP. وأشاروا إلى أن هذه التقنية تعتمد على استخدام شبكات عصبية اصطناعية Artificial Neural Networks لتحليل كمية هائلة من البيانات وإيجاد الأنماط والعلاقات بينها. وأضافوا أن هذه التقنية قد تساعد في زيادة دقة وسرعة الميزة، ولكنها قد تحتاج إلى مزيد من التطوير والتحسين.
وفي دراسة نشرتها جامعة ستانفورد، قال باحثون في مجال القانون والأخلاق إن ميزة حماية بروتوكول الإنترنت من جوجل قد تثير بعض المشاكل القانونية والأخلاقية في بعض البلدان. وذكروا أن هذه الميزة قد تخالف بعض القوانين واللوائح التي تحظر أو تحد من استخدام خدمات البروكسي أو التشفير Encryption أو التضليل Obfuscation لإخفاء هوية المستخدم أو مكانه. وأضافوا أن هذه الميزة قد تؤثر على حق المستخدم في حرية التعبير والحصول على المعلومات، أو على حق المزود في حماية مصادره وحقوقه.
إلى هذا، يمكن نستنتج أن ميزة حماية بروتوكول الإنترنت من جوجل هي مبادرة جديدة وجريئة لزيادة خصوصية المستخدمين على شبكة الإنترنت، ولكنها ليست بدون تحديات أو عيوب. ولذلك، يجب على المستخدمين أن يكونوا حذرين ومدركين للمخاطر والفوائد المحتملة لهذه الميزة، وأن يتبعوا الإرشادات والتوصيات اللازمة لضمان أمانهم وخصوصيتهم على الإنترنت.